أَدْعِيَتُنَا لِعَسَاكِرِنَا الْمُحَمَّدِيَّةِ


" أَدْعِيَتُنَا لِعَسَاكِرِنَا الْمُحَمَّدِيَّةِ "

يَا إِخْوَانِي الْأَعِزَّاءُ!

فِي هَذَا الْوَقْتِ الْمُبَارَكِ وَفيِ سَاعَةِ الْإِجَابَةِ وَالْبَرَكَةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ، سَأَتَحَدَّثُ لَكُمْ عَنْ شَابٍّ اَلَّذِي أَعْرِفُهُ وَهُوَ يَنْسَى بَقِيَّةَ الْكَلاَمِ فِي الْحَالِ عِنْدَمَا يَقُولُ كَلِمَةَ "الْوَطَنِ"...

كَمَا تَعْلَمُونَ إِنَّهُ اَلْبَطَلُ الَّذِي نَحْنُ نُطْلِقُ عَلَيْهِ اِسْمَ "الْمُحَمَّدِيَّةِ" بَعْدَمَا ذَكَرْنَاهُ بِاسْمِ فَخْرِ الْكاَئِنَاتِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ... وَبَعْضُكُمْ تَعْرِفُونَ عَلَى هَذَا الْبَطَلِ مِنْ صَفَحَاتِ كُتُبِ التَّارِيخِ. وَهُوَ كَانَ قَوِيًّا وَمُنْدَفِعًا وَذَكِيًّا وَبَارِعًا وَجَرِيئًا. وَهُوَ كَانَ يُرِيدُ أَنْ يَكُونَ دَائِمًا عَلَى الْخَطِّ الْأَمَامِي فِي الْجَيْشِ الْمُحَارِبِ. وَهُوَ كَانَ لاَ يَقِفُ وَلاَ يَعْرِفُ التَّوَقُّقَ. وَبَينَمَا يَرْكُضُ مِنْ جَبْهَةٍ عَسْكَرِيَّةٍ إِلَى جَبْهَةِ الْقِتَالِ الآخَرِ، كَانَ يَتْرُكُ فَاقِدًا وَرَائَهُ فِي مَيْدَانِ الْمُحَارَبَةِ أَحْيَانًا إِحْدَى سَاقَيْهِ، وَأَحْيَانًا إِحْدَى ذِرَاعَيْهِ، وَحِينًا آخَرَ إِحْدَى عَيْنَيْهِ، وَلَكِنَّهُ كَانَ لاَ يَتَخَلَّى دَائِمًا عَنْ حُبِّ الْوَطَنِ وَكَانَ يُمْسِكُهُ دَائِمًا فِي الْأَمَامِ مَعَ الْإِيمَانِ بِاللَّهِ فِي صَدْرِهِ. وَكَانَ يَقُولُ " نَمُوتُ لِيَحْيَا الْوَطَنَ، كُلُّ مُصِيبَةٍ بَعْدَكَ جَلَلٌ، يَحْيَا الْوَطَنُ"

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ الْأَعِزَّاءُ!

يَقُولُ نَبِيُّنَا الْحَبِيبُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَدِيثِ الشَّرِيفِ الَّذِي قَرَأْتُهُ فِي بِدَايَةِ الْخُطْبَةِ: «تَكَفَّلَ اللَّهُ لِمَن جاهَدَ في سَبيلِهِ، لا يُخْرِجُهُ إلَّا الْجِهَادُ في سَبيلِهِ وتَصْدِيقُ كَلِمَاتِهِ، بأَنْ يُدْخِلَهُ الجَنَّةَ، أوْ يَرْجِعَهُ إلى مَسْكَنِهِ اَلَّذِي خَرَجَ مِنْهُ، مَعَ مَا نَالَ مِنْ أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَةٍ »[1] وَلَقَدْ سَارَ عَسَاكِرُنَا الْمُحَمَّدِيَّةُ مَرَّةً أُخْرَي مَعَ هَذِهِ الْبِشَارَةِ النَّبَوِيَّةِ. وَكَانَ يُفَضِّلُ فَصْلَ الرَّبِيعِ مِنْ مُعْظَمِ الْفُصُولِ وَكَانَ يُحِبُّ شَهْرَ أَغُسْطُسَ أَكْثَرَ مِنَ الشُّهُورِ، وَلَكِنَّهُ سَارَ أيضًا فِي أَيَّامِ أُكْتُوبَرَ هَذِهِ مِنْ أَجْلِ تَحْقِيقِ السَّلاَمِ لِمَنْ تَضَايَقَ مِنَ الْإِرْهَابِ وَمِنْ أَجْلِ تَوْفِيرِ السَّكِينَةَ لِمَنْ طَغَى عَلَي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبُ، وَمِنْ أَجْلِ مَنْحِ السَّلاَمَةِ وَالْعَافِيَةِ لِمَنْ اِشْتَعَلَتْ صُدُورَحُمْ فَزِعًا... وَلَقَدْ أَطْلَقَ جَيْشُنَا عَلَى مَسِيرَتِهِ هَذِهِ بِاسْمِ "نَبْعُ السَّلاَمِ". وَسَافَرَ عَسَاكِرُنَا الْمُحَمَّدِيَّةُ مَعَ رُفَقَائِهِمْ السِّلاَحِيِّ وَإِلَى جَانِبِ أَصْدِقَائِهِمْ الْحَبِيبِ، وَمَعَ إِخْوَانِهِمْ الْعَزِيزِ... هُمْ أَبْنَاءٌ لِبَعْضِنَا، وَهُمْ إِخْوَةٌ لِبَعْضِنَا الآخَرِ... كُلُّهُمْ أَبْنَاءُ وَطَنِنَا وَقُرَّةُ أَعْيُنِنَا وأَفْلاَذُ أَكْيَادِنَا لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا...

أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ الْكِرَامُ!

إِنَّ عَسَاكِرَنَا الْمُحَمَّدِيَّةَ يُقَاتِلُونَ الآنَ فِي مَيْدَانِ الْمُحَارَبَةِ وَيُضِيفُونَ لَيَالَهُمْ إِلَى نَهَارِهِمْ وَنَهَارَهُمُ إِلَى لَيَالِهِمْ نَاسِينَ الْوَقْتَ وَالْمَكَانَ. وَيَكْتُبُونَ تَارِيخَ الْعَالَمِ مُجَدِّدًا بِأَعْرَقِهِمْ وَدِمَائِهِمْ. بفَضْلِ الْحَرَكَةِ الْعَسْكَرِيَّةِ هَذِهِ، لاَ يَتِمُّ تَحْرِيرُ مَصِيرِ بَلَدِنَا فَقَطْ بَلْ مَصِيرَ الْبَشَرِيَّةِ كُلِّهَا تَتَخَلَّصُ مِنْ إِنْتِكَاسِ الْأَحْوَالِ وَمِنْ اِنْتِشَارِ الْهَرَجِ وَالْمَرَجِ حَيْثمَا سَقَطَتْ دِمَاءُ جُنُودِنَا فِي حُدُودِ وَطَنِنَا.

إِنَّ الْحَرَكَةَ الْعَسْكَرِيَّةَ هَذِهِ هِيَ كِفَاحٌ بَشَرِيٌّ. وَيَقُولُ رَبُّنَا سُبْحَانَهُ هَكَذَا: ﴿وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ[2] كِتَابُنَا الْمُقَدَّسُ يُعْطِي الْأَمَلَ وَالْقُوَّةَ لِجَيْشِنَا الْبُطُولِيِّ عَلَى طَرِيقِ السَّلاَمِ. وَهَذَا هُوَ حُبُّ الْإيمَانِ وَعِشْقُ الْوَطَنِ الَّذِي يَصِفُ الْقُرْآنُ الْكَرِيمُ تِلْكَ النُّفُوسَ الَّتِي وَقَعَتْ عَلَى الأَرْضِ شَهِيدَةً بِهَذَا الْحُبِّ الطَّاهِرِ عَلَى النَّحْو التَّالِي: ﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذ۪ينَ قُتِلُوا ف۪ي سَب۪يلِ اللّٰهِ اَمْوَاتاًۜ بَلْ اَحْيَٓاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَۙ * فَرِح۪ينَ بِمَٓا اٰتٰيهُمُ اللّٰهُ مِنْ فَضْلِه۪ۙ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذ۪ينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْۙ اَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَۢ[3]

يَا إِخْوَانِي الْكِرَامُ!

لَيْسَ هُنَاكَ أيُّ شَكٍّ وَلاَ رَيْبٍ فِي أَنَّهُ بِفَضْلِ اللهِ وَعِنَايَتِهِ، سَوْفَ تَتَعَطَّلُ أَلْعَابُ الْخَوَنَةِ وَتُبْطِلُ مُكُورَ الْمَاكِرِينَ عَلَى الْإِطْلاَقِ وَسَوْفَ تَزِلُّ أَقْدَامُ الظَّالِمِينَ وَسَتَتَشَابَكُ حِيَلُهُمُ عَلَى رَؤُوسِ أنْفُسِهِمْ. طَالَمَا كَانَ عَسَاكِرُنَا الْمُحَمَّدِيَّةُ في الْجَبْهَةِ الْعَسْكَرِيَّةِ وَيُدَافِعُ عَنْ حُدُودِنَا، سَتَسْقُطُ أَحْلاَمُ جَمِيعِ أَعْدَائِنَا فِي الْمَاءِ، وَسَيُوَاجِهُ الْخَائِنُونَ الَّذِينَ أُطْلِقُوا عَلَيْنَا بِخَيْبَةِ الْأَمَلِ، وسَتَرْجِعُ مُكُورَهُمْ عَنْ صُدُورِنَا الْمُؤْمِنَةِ إلَى رُؤُوسِهِمْ، وَسَيَغْرِقُونَ أَنْفُسَهُمْ فِي طُوفَانِ الرُّعْبِ وَالْفَيَضَانِ الإِرْهَابِي اَلَّذِي يَثِيرُونَهُ. وَبَيْنَمَا يَتَقَدَّمُ جَيْشُنَا مِنْ أَجْلِ السَّلاَمِ، فَإِنَّ الْأَبْرِيَاءَ وَالْمَعْصُومِينَ وَالنِّسَاءَ وَالْأَطْفَالَ كُلُّهُمْ سَوْفَ يَنَالُونَ الْأَمْنَ وَالسَّلاَمَ تَحْتَ رَايَتِنَا الْحَمْرَاءِ مَعَ النَّجْمَةِ وَالْقَمَرِ.

يَا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ الْأَعِزَّاءُ!

العَسَاكِرُ الْمُحَمَّدِيَّةُ هُمْ جَوْهَرُنَا وَكَنْزُنَا الَّذِينَ يَلْمَعُونَ النُّجُومَ عَلَى نَاصِيَتِهِمْ تَحْتَ رَايَةِ الْإِسْلاَمِ... جُنُودُنَا الْمُحَمَّدِيَّةُ هُمْ مَلْحَمَتُنَا الْبُطُولِيَّةُ هُمُ الَّذِينَ اِتَّحَدُوا فِي كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَهُمْ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا دُونَ تَفَرُّقٍ مِنْ أَجْلِ الْوَطَنِ وَالْعَلَمِ وَالدَّوْلَةِ وَالْأُمَّةِ الْإِسْلاَمِيَّةِ... مَحْمَدْجِيكْ هُوَ سِتْرٌ وَحَاجِزٌ وَاقٍ فيِ الْجَبْهَةِ الْعَسْكَرِيَّةِ لِصَالِحِ الْعَالَمِ بِاسْمِ الْإِنْسَانِيَّةِ.

وَبَيْنَمَا هُمْ كَتْفًا إِلَى كَتْفٍ، وَظَهْرًا عَلَى ظَهْرٍ؛ وَحِينَمَا يَرْكُضُونَ لِإِنْقَاذِ الْمَظْلُومِينَ وَإرْجَاعِ حُقُوقِ المَحْرُومِينَ وَسَوْفَ تَكُونُ كُلُّ دَعْوَانَا لَهُمْ عَلَى الْأَرْضِ وَفيِ السَّمَاءِ وَفِي الْبَعِيدِ وَفِي الْقَرِيبِ فِي كُلَّ الْمَكَانِ... لِتَكُونَ رَحْمَةً لَهُمْ عِنْدَمَا يَقْطُرُ عَرَقُهُمْ، وَلِتَكُونَ مَرْحَمَةً لَهُمْ حِينَمَا تُسْفِكُ دِمَائهُمْ... فَلَهُمْ سُوَرُ الْفَاتِحِ وَالْفَاتِحَةِ وَالْيَاسِينِ. فَلَهُمُ الْأَدْعِياَءُ وَالآمِينُ...

آمِينْ! يَا عَزِيزَ الْكَائِنَاتِ وَيَا كَرِيمَ الْمَوْجُودَاتِ! وَيَا رَبَّ الْعَالَمِينَ وَيَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ!... لَقَدْ حَضَرْنَا إِلَى بَابِكَ الْأَعْلَى مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَقَدْ جِئْنَا إِلَى خَضْرَتِكَ خَاضِعِينَ لِنَطْلُبَ رَحْمَتِكَ. وَلَقَدْ ذَكَرْنَا اِسْمَكَ الْأَعْظَمَ ، وَنَطْلُبُ نُصْرَةً وَغَلَبَةً لِجُيُوشِنَا. وَاحْمِ أَنْفُسَهُمْ مِنَ الْمَشَقَّةِ وَالْكَوَارِثِ؛ وَاحْفَظْ أَجْسَادَهُمْ ضِدَّ التَّعْبِ وَالإِرْهَاقِ وَالْغَفْلَةِ...

يَا مَوْجُودَ الَّذِي أَوْجَدَ الْجُيُوشَ بِجَلالِهِ وَيَا حَبِيبَ الَّذِي أَكْرَمَ جَمَالَهُ إِلَى الشُّهَدَاءِ! وَلَقَدْ آمَنَّا بِوُجُودِيَّتِكَ وَوَحْدَانِيَّتِكَ؛ وَقَدْ اِلْتَجَأْنَا إِلَيْكَ وَثِقْنَا بِكَ. يَا إِلَهِي! مِنَ الآنِ فَصَاعِدًا، لاَ تَمْتَحِنْ اَلْأُمَّةَ الْإِسْلاَمِيَّةَ مَعَ بَعْضِهِمِ الْبَعْضَ. يَا إِلَهِي! لاَ تَحْرُقْ اَلْمَعْصُومِينَ فِي نَارِ الْفِتْنَةِ. يَا إِلَهِي! خَلِّصْ اَلْمَظْلُومِينَ فيِ أَيْدِي الْإِرْهَابِ مِنَ الْأَفْكَارِ الْمُظْلِمَةِ. وَأَيْقِظْ اَلْغَافِلِينَ مِنَ النَّوْمِ فِي اللَّيْلَةِ لاَ فَجْرَ لَهَا... يَا إِلَهِي! لاَ تَخْذُلْ أَصْدِقَائَنَا عَلَى هَذَا الطَّرِيقِ وَلاَ تَفْرَحْ أَعْدَائَنَا وَلاَ تَجْعَلْهُمْ سُعَدَاءَ. يَا إِلَهِي! حَاصِرْ اَلْخَائِنِينَ بِالْفُخُوخِ فِي أَقْدَامِهِمْ وَشَابِكْ حِيَلَهُمُ عَلَى رَؤُوسِ أنْفُسِهِمْ. يَا إِلَهِي! اِرْمِ مَنْ فَرَّكَ يَدَهُ وَاشْتَعَلَ نَارَ الْفِتْنَةَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا فِيهَا. يَا رَبِّ! لاَ تَقْطَعْ رَحْمَتَكَ مِنْ جَيْشِنَا الْبَطَلِ، وَلاَ تَأْخُذْ بَرَكَاتِكَ مِنْ أَرْضِنَا الْفِرْدَوْسِ. وَاجْعَلْنَا مُطْمَئِنِّينَ مِنَ الَّذِينَ نَغْتَمُّ لَهُمْ؛ وَاجْعَلْنَا مُرْشِدِينَ ِلِلدِّينِ فِي الطُّرُقِ الدَّامِسَةِ. وَهَزِّمْ خُدَّامَ الْاِرْهَابِ وَفَشِّلْ سَادَتَهُمْ مَعَ عَبِيدِهِمْ. وَكَسِّرْ أَقْدَامَ الجَبَّارِ بالظَّالِمِينَ أَنْفُسَهُمْ.

 يَا رَبِّ سُبْحَانَكَ! أَنْتَ الْمُتَنَزَّهُ عَنْ كُلِّ الْعُيُوبِ وَالنَّوَاقِصِ. وَاَكْرِمْ إِلَى شُهَدَائِنَا في الْجَنَّةِ نُزُلاً، وَامْدُدْ إِلَى مُحَارِبِنَا فِي مَيْدَانِ الْقِتَالِ عِنَايَةً. وَفَرِّجْ صُدُورَهُمْ وَاشْفِ جُرُوحَهُمْ وَخَفِّفْ آلاَمَهُمْ وَانْصُرْ أَمَلَنَا وَأَوْصِلْهُمُ النَّصْرَ. وَأَدْخِلْ هَذَا الدُّعَاءَ فِي الْأَدْعِيَةِ الِّتِي رُفِعَتْ فِي عَنَانِ الكَعْبَةِ الْمُشَرَّفَةِ. وَاجْعَلْ حَرَكَتَنَا الْعَسْكَرِيَّةَ هَذِهِ مِنَ الْغَزَوَاتِ فِي سَبِيلِ نَبِيِّنَا الحَبِيبِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَنَحْنُ نَتَضَرَّعُ إِلَيْكَ لِكَيْ لاَ تَقْطَعَ رَحْمَتَكَ عَنَّا. وَنَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ حَتَى لاَ تَحْرُمْنَا عَنْ مَرْحَمَتِكَ... يَا رَبِّ! لا تَسْمَحْ لِمَنْ يُرِيدُ أَنْ يَسْكُتَ صَوْتَ الْأَذَانِ فِي مَسَاجِدِنَا وَلاَ تُعْطِ فُرْصَةً لِمَنْ يَرْغَبُ فِي تَقَطُّعِ أَرْضِ وَطَنِنَا. وَلاَ تُمْهِلْ لِمَنْ يَوَدُّ أَنْ يُنْزِلَ عَلَمَنَا مِنَ الْعَمُودِ. يَا رَبِّ! لاَ تَقْتَنِتْ رُؤُوسَنَا أَمَامَ أَعْدَائِنَا. ولاَ تَلْمِسِ الْحِجَارَةَ عَلَى أَقدَامِ جُنُودِنَا. يَا رَبِّ! وَاسْمَحْ لَهُمْ بِالْعَوْدَةِ مَعَ سَلاَمٍ وَنَصْرٍ وَمَجْدٍ فِي أَقْرَبِ وَقْتٍ مِنَ المُمْكِنِ. يَا رَبِّ! وَارْحَمْ أَرْوَاحَ شُهَدَائَنَا الْأَعِزَّاءَ وَمُحَارِبِينَ الْأَبْطَالَ الَّذِينَ أَنْشَؤُوا دَوْلَتَنَا وَتَرَكُوا لَنَا هَذِهِ الْأَرَاضِى وَطَنًا... آمِينْ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ...



[1] رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ، كِتَابُ التَّوْحِيدِ، رَقَمُ الْحَدِيثِ: 28.

 [2]سُورَةُ آلِ عِمْرَانَ، الآيَةُ: 3/139.

 [3] 3سُورَةُ آلِ عِمْرَانَ، الآيَةُ: 3/169، 170.

اَلْمُدِيرِيّةُ الْعَامَّةُ لِلْخدَمَاتِ الدِّينِيَّةِ

إرسال تعليق

أحدث أقدم