شَهَادَةُ التَّوْحِيدِ هِيَ جَوْهَرُ الْإِيمَانِ


شَهَادَةُ التَّوْحِيدِ هِيَ جَوْهَرُ الْإِيمَانِ

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ الْكِرَامُ!

ذَاتَ يَومٍ كَانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، ومُعاذٌ رَدِيفُهُ علَى الرَّحْلِ، قَالَ: يا مُعَاذَ بنَ جَبَلٍ، فَقَالَ رَضيَ اللهُ عَنْهُ: لَبَّيْكَ يا رَسُولَ اللَّهِ وسَعْدَيْكَ، قَالَ: يا مُعَاذُ، قَالَ: لَبَّيْكَ يا رَسولَ اللَّهِ وسَعْدَيْكَ ثَلَاثًا، قَالَ: ''مَا مِنْ أحَدٍ يَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ صِدْقًا مِنْ قَلْبِهِ إلَّا حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ.'' [1]

أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ الْأَعِزَّاءُ!

إِنَّ هَذِهِ الكَلِمَةَ السّاميَةَ اَلَّتِي قَالَهَا نَبيُّنا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هِيَ شَهادَةُ التَّوْحِيدِ اَلَّتِي تَرْتَقي بِالْإِنْسَانِ إِلَى شَرَفِ العُبوديَّةِ. وَشَهادَةُ التَّوْحِيدِ هِيَ؛"اَشْهَدُ اَنْ لاَ اِلٰهَ اِلاَّ اللّٰهُ وَاَشْهَدُ اَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ." وَمَنْ نَطَقَ شَهَادَةَ التَّوْحِيدِ بِلِسَانِهِ وَصَدَّقَ بِهَا فِي قَلْبِهِ فَقَدْ دَخَلَ حَلْقَةَ الْإِيمَانِ وَأَصْبَحَ مُؤْمِنًا بِحَقٍّ. فَيَقَعُ فِي حُبِّ هَذَا الدّينِ المُبينِ دِينِ الإِسْلامِ وَيُصْبِحُ مُسْلِمًا. وَيَكُونُ قَدْ نَالَ سَعَادَةَ الدَّارَيْنِ الدُّنْيَا وَالْأَخِرَةِ.

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ الْأَفَاضِلُ!

إِنَّنَا بِقَوْلِ اَشْهَدُ اَنْ لاَ اِلٰهَ اِلاَّ اللّٰهُ نُقِرُّ وَنَعْتَرِفُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَلَا مَعْبودٌ سِوَاهُ وَأَنَّنَا لَنْ نَرْكَعَ أَبَدًا لِأَحَدٍ سِوَاهُ. وَأَنَّنَا بِقَوْلِ اَشْهَدُ اَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ نُقِرُّ وَنَعْتَرِفُ أَنَّ النَّبيَّ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المَبْعوثُ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ هُوَ عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ.

أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ الْأَفَاضِلُ!

إِنَّ شَهَادَةَ التَّوْحِيدِ هِيَ جَوْهَرُ الْإِيمَانِ وَشَرْطُ الإِسْلامِ الأَوَّلُ. وَهِيَ عَهْدٌ بَيْنَنَا وَبَيْنَ اللَّهِ. عَهْدٌ بِأَنْ نَطْلُبَ رِضا اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَأَنْ نَلْتَزِمَ بِطَريقِ القُرْآنِ الكَريمِ وَلَا نَبْتَعِدَ عَنْهُ.

إِنَّ شَهادَةَ التَّوْحيدِ هِيَ عَهْدٌ بَيْنَنَا وَبَيْنَ النَّبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. عَهْدٌ نَتَمَسَّكُ بِهِ بِسُنَّةِ نَبيِّنا الحَبيبِ وَنُصَدِّقُ عَلَى أَنَّهَا شَرْطٌ مِنْ شُروطِ الْإِيمَانِ. وَنُؤَكِّدُ فِيهَا عَلَى أَنَّ الحُصُولَ عَلَى رِضا اللَّهَ تَعَالَى يَكونُ بِطاعَةِ نَبيِّهِ الكَريمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

وَشَهَادَةُ التَّوْحيدِ هِيَ مَوْقِفٌ أَيْضًا. مَوْقِفٌ يَتَبَنَّى مَبْدَأ نَقْلِ الإِسْلامِ إِلَى كُلِّ مَجالاتِ الحَياةِ... مَوْقِفٌ يَدْعُو إِلَى الِالْتِزامِ بِطَريقِ الحَقيقَةِ وَعَدَمِ الِابْتِعادِ عَنْ قَضيَّتِها... هِيَ مَوْقِفُ مُسْلِمٍ مُلْتَزِمٍ بِعَدَمِ المَسَاسِ بِالْقِيَمِ العُلْيَا لِلْإِسْلَامِ…

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ الْأَعِزَّاءُ!

إِنَّ شَهادَةَ التَّوْحيدِ هِيَ عَمَلٌ سَامِيٌّ وَذِكرٌ فاضِلٌ وَدُعاءٌ عَظيمٌ. وَنَحْنُ بِصِفَتِنا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نُسَلِّمُ أَنْفُسَنا لِلهِ رَبِّ العَالَمينَ بِشَهَادَةِ التَّوْحيدِ وَنَنالُ الخَلاصَ. ونَتَحَرَّرُ مِنْ عُبوديَّةِ الهَوَى والنَّفْسِ وَنَسْتَشْعِرُ المَعْنَى الحَقيقيَّ لِلْحُرِّيَّةِ. وَنَأْمَنُ عَلَى أَنْفُسِنا مِنْ كُلِّ السَّيِّئَاتِ وَالبَلَايَا وَالمَصَائِبِ. وَبِنُطْقِ شَهَادَةِ التَّوْحيدِ نَنْجو مِنْ عَذابِ القَبْرِ وَعِقابِ الْأَخِرَةِ. وَبِهَذِهِ الكَلِمَةِ تُفْتَحُ لَنَا أَبْوابُ الجَنَّةِ. وَبِهَذِهِ الكَلِمَةِ يُمكِنُنا اَلتَّشَرُّفُ بِالنَّظَرِ لِوَجْهِهِ الكَريمِ.

وأَخْتِمُ خُطْبَتِي بِهَذَا الدُّعاءِ اَلَّذِي عَلَّمَنَا إِيَّاهُ رَبُّ العَالَمِينَ جَلَّ وَعَلا. ''رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا ۚ رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ.''[2]

أَيُّهَا الْأِخوَةُ الْأَفَاضِلُ!

أَوَدُّ أَنْ أُلفِتَ انْتِبَاهَكُمْ إِلَى مَوْضوعٍ مُهِمٌّ لِلغَايةِ. نَعْلَمُ جَمِيعًا أَنَّ أَنْوَاعًا جَديدَةً وَمُعْديَةً مِنْ الفَيْروسِ أَصْبَحَتْ مُنْتَشِرَةً عَلَى نِطَاقٍ وَاسِعٍ فِي جَمِيعِ أَنْحَاءِ العَالَمِ وَفِي الْآوِنَةِ الأَخِيرَةِ بَدَأَتْ تَنْتَشِرُ بِكَثْرَةٍ فِي بَلَدِنا. لِذَلِكَ أَدْعُوكُمْ إِلَى اتِّباعِ إِجْراءَاتِ تَدابيرَ الوِقَايَةِ مِنَ الوَبَاءِ بِعِنَايَةٍ أَكْبَر. وَدَعُونَا لَا نَتَخَلَّى عَنْ هَذِهِ التَّدابيرِ مِنْ أَجْلِ سَلَامِتِنَا وَسَلامَةِ أَحِبّائِنا.



[1] صَحِيحُ البُخَاريِّ، كِتَابُ العِلْمِ، 49.

[2] سُورَةُ اٰلِ عِمْرٰنَ، 3/193.

اَلْمُدِيرِيَّةُ العَامَّةُ لِلْخَدَمَاتِ الدِّينِيَّةِ

إرسال تعليق

أحدث أقدم