نِضاَلُ شَعْبِناَ مِنْ أَجْلِ الْوُجُودِ نَصْرُ تِشاَناَكْ كاَلَة




نِضاَلُ شَعْبِناَ مِنْ أَجْلِ الْوُجُودِ: نَصْرُ تِشاَناَكْ كاَلَة

المُؤمِنُونَ الْمُحْتَرَمُونَ!

يَقُولُ اللهُ تَعاَلى فِي الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ الَّتِي قَرَأْتُهاَ: {فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِّنْ عِندِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ} [i] 

ويَقُولُ سَيِّدُناَ النَّبِيُّ (صلى الله عليه وسلم) فِي الْحَدِيثِ الشَّرِيفِ الَّذي قَرَأْتُهُ:" تَكَفَّلَ اللَّهُ لِمَنْ جَاهَدَ فِي سَبِيلِهِ لَا يُخْرِجُهُ مِنْ بَيْتِهِ إِلَّا جِهَادٌ فِي سَبِيلِهِ وَتَصْدِيقُ كَلِمَتِهِ بِأَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ أَوْ يَرْجِعَهُ إِلَى مَسْكَنِهِ الَّذِي خَرَجَ مِنْهُ مَعَ مَا نَالَ مِنْ أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَة " [ii]

المُؤمِنُونَ الأعِزاَّءُ!

الوَطَنُ هُوَ الْمَكاَنُ الَّذِي يَبْنِي فِيهِ الْإِنْساَنُ مَسْكَنَهُ وَيَجِدُ فِيهِ الْأَمْنَ، هُو َالتُّراَبُ الَّذِي يَعِيشُ فِيهِ بأمان وحرية بعيداً عن الظلم والضغوط. وحب الوطن هو إحساس لا شبيه له نقشه الله تعالى على قلوبنا. قام أجدادنا الأبطال بالدفاع عن هذا الوطن بنضال عريق وإستمدوا قوتهم من إيمانهم وإستطاعوا أن يستمروا في ذلك بفضل حب الوطن. إنهم قاموا ببذل أرواحهم حتى لايسكت آذاننا ولاينزل علمنا ولايهان شرفنا. لأن الدفاع عن الوطن هو دفاع عن جميع القيم المادية والمعنوية التي يملكها الشعب. ومقابل الدفاع عن المقدسات هو الحصول على مرتبة الغازي أو الشهيد.

المؤمنون المحترمون!

الشهادة مقام علوي قام ربنا بمدحه وتمناه الرسول. الشهادة هي التضحية بالوجود لأجل أن يحكم الحق والحقيقة والعدالة وجه الأرض، هي أن تشهد للخير والسلام ضد الشر والظلم. ومكافأة هذه الشهادة هو الشرف في الحياة الدنيا والجنة في الآخرة. فالشهداء "أحياء" ولايموتون ولايقال لهم "أموات". ويقول ربنا تعالى في هذا الخصوص:

1

المؤمنون الأعزاء!

هناك الكثير من الإنتصارات العظيمة التي غيرت سير التاريخ. ونصر تشاناك كالة هو أحد هذه الإنتصارات. تشاناك كالة هي المكان الذي ضحى فيه الذين تنبض قلوبهم بالإيمان الثابت وبحب الوطن بأجسادهم ضد إحتلال عديم الحياء. تشاناك كالة هي المكان الذي وقع فيه الجندي محمد جيك على التراب من أجل الإستقلال والمستقبل وهو يقول: "إذا مت فأنا شهيد وإذا عشت فأنا غازي". تشاناك كالة هي المكان الذي كتب فيه شعب فاض من أعماق لم تسعه، ملحمة وجوده من جديد.

تشاناك كالة هي إسم النضال الذي قامت به ملة جاءت من جميع أنحاء الأناضول وروملي وبغداد ودمشق وسكوبي والبوسنة جنباً إلى جنب، هؤلاء كانت لديهم لغات وألوان مختلفة ولكن قضيتهم كانت واحدة. تشاناك كالة هي راية حملها أجدادنا رجالاً ونساءاً، هي التراب الذي يحمل في كل شبر منه تلك الروح العزيزة.  

تشاناك كالة هي المكان الذي أشرب فيه الجندي محمد جيك - الذي إتخذ من آية {...وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا...} [iii] دستوراً له - الماء لجندي جريح من العدو وحمله على ظهره وعامل فيه الأسرى معاملة إنسانية وعلم العالم أخلاق الحرب.

تشاناك كالة هي المكان الذي تجلت فيه بشرى {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} [iv]

المؤمنون الأعزاء!

إن الذين إستهدفوا وحدتنا وتكاتفنا وإخوتنا بالأمس يقومون اليوم أيضاً بإستهدافنا دون مراعاة لأي من القيم الوجدانية والأخلاقية. وتحاول المنظمات الإرهابية وعصابات الظلم أن تضر بأمن ووحدة وحيوية شعبنا. ولكن الخسران سيكون نهاية الذين يحاولون زرع بذور الفتنة بيننا وإضعاف إرادتنا وبصيرتنا. إننا نناضل اليوم أيضاً من أجل تأسيس السلام والأمن والأخوة والعدالة بفضل القوة التي إستمدناها من الإيمان والإلهام الذي إستمدناه من تاريخنا.

إذن أخوتي الأعزاء!

لن ننسى تاريخنا وثقافتنا وقيمنا وإنتصاراتنا التي جعلتنا نكون ما نحن عليه والتي أوصلتنا حتى هذا اليوم ولن نسمح للآخرين بأن ينسوا ذلك. لنعلم أولادنا الروح التي جعلت  تشاناك كالة غير قابلة للعبور وعزة التراب الذي فاض


بالشهداء. ولنحافظ على أمانة أجدادنا ولنحمل هذه الأمانة بنفس الوعي والهدف إلى الغد. 

المسلمون المحترمون!

سوف نبتهج في يوم الإثنين القادم مرة أخرى ببلوغ الأشهر الثلاثة التي تعد موسم الرحمة والبركة والمغفرة. وسندرك ليلة الرغائب في الليلة التي تصل الخميس بيوم الجمعة. ليجعل ربنا تعالى إستغلال هذه الأشهر الثلاثة بالشكل الأجمل وبلوغ شهر رمضان ونحن قد كسبنا رضاه من نصيبنا جميعاً. وندعو الله أن يرحم جميع شهدائنا الذين ضحوا بأرواحهم من أجل ديننا ومقدساتنا ووطننا وشعبنا وسلامنا وسلامتنا وأن يشفي جرحانا.

 

 

إخوتي!

سيتم اليوم جمع مساعدة في جميع الجوامع الموجودة في كامل بلدنا من أجل الجوامع التي لازالت في مرحلة البناء في داخل وخارج البلد من قبل رئاسة الشؤون الدينية ووقف الديانة التركي. نحن بإنتظار مساعداتكم. إلى جانب ذلك إذا كان هناك أحد من الأخوة يقول " خذوا طوباً مني أنا أيضاً " فليقم بكتابة İCAM وإرسال رسالة نصية إلى الرقم 1379 وهكذا يكون قد أعطانا مساعدة قيمتها 10 ليرات تركية. وليتقبل الله منكم مساعداتكم.

وأنهي خطبتي بهذا الحديث الشريف لسيدنا النبي: " اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي رَجَب، وَشَعْبَانَ، وَبَلِّغْنَا رَمَضَانَ " [v]



 آل عمران، 3 / 195.[i]

 البخاري، التوحيد، 28.[ii]

 المائدة، 5/8.[iii]

 آل عمران، 3/139.[iv]

 الطبراني، المعجم الأوسط، 4، 189.[v]

رئاسة الشؤون الدينية


إرسال تعليق

أحدث أقدم