اَلْمَسَاجِدُ: بُيُوتُ اللَّهِ وَآثَارُ الْمُؤْمِنِينَ
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ الْكِرَامُ!
إِنَّ رَبَّنَا عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ فِي الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ الَّتِي قُمْتُ بِتِلَاوَتِهَا: "اِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّٰهِ مَنْ اٰمَنَ بِاللّٰهِ وَالْيَوْمِ الْاٰخِرِ وَاَقَامَ الصَّلٰوةَ وَاٰتَى الزَّكٰوةَ وَلَمْ يَخْشَ اِلَّا اللّٰهَ فَعَسٰٓى اُو۬لٰٓئِكَ اَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَد۪ينَ"[1]
أَمَّا فِي الْحَدِيثِ الشَّرِيفِ الَّذِي ذَكَرْتُهُ فَيَقُولُ رَسُولُنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ بَنَى مَسْجِدًا لِلَّهِ بَنَى اللَّهُ لَهُ فِى الْجَنَّةِ مِثْلَهُ"[2]
أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ الْأَعِزَّاءُ!
إِنَّ مَسَاجِدَنَا هَذِهِ الَّتِي اِجْتَمَعْنَا فِيهَا فِي وَقْتِ الْإِجَابَةِ هَذَا مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ كَيْ نُظْهِرَ طَاعَتَنَا لِرَبِّنَا عَزَّ وَجَلَّ، هِيَ بُيُوتُ اللَّهِ وَآثَارُ الْمُؤْمِنِينَ. وَإِنَّهَا شِفَاءٌ لِأَرْوَاحِنَا الَّتِي سَئِمَتْ الْوِحْدَةَ وَدَوَاءٌ لِقُلُوبِنَا الَّتِي أَرْهَقَتْهَا مَشَاغِلُ الْحَيَاةِ. كَمَا أَنَّهَا قُلُوبُ أَحْيَائِنَا وَأَرْوَاحُ مُدُنِنَا وَهِيَ بُيُوتُ الْأَمَانِ لِشَعْبِنَا الْعَزِيزِ وَلِأُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ الْأَفَاضِلُ!
لَقَدْ قَدَّمْنَا بِصِفَتِنَا أَبْنَاءَ هَذَا الشَّعْبِ أَجْمَلَ الْأَمْثِلَةِ عَلَى التَّقَاسُمِ وَالتَّكَافُلِ وَالْمَرْحَمَةِ وَالْأُخُوَّةِ وَذَلِكَ خِلَالَ فَتْرَةِ مُكَافَحَةِ هَذَا الْوَبَاءِ الْمُعْدِي. كَمَا أَنَّنَا عِشْنَا حَمَاسَ وَسَعَادَةَ التَّعَاوُنِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. وَإِنَّنَا الْيَومَ وَتَحْتَ قِيَادَةِ رِئَاسَةِ الشُّؤُونِ الدِّينِيَّةِ الْخَاصَّةِ بِنَا نُطْلِقُ حَمْلَةَ مُسَاعَدَاتٍ مِنْ أَجْلِ مَسَاجِدِنَا الَّتِي يَسْتَمِرُّ إِنْشَاؤُهَا سَوَاءً فِي دَاخِلِ الْبِلَادِ أَوْ خَارِجِهَا. وَسَوْفَ نَقُومُ بِإِكْمَالِ مَسَاجِدِنَا هَذِهِ فِي أَقْرَبِ وَقْتٍ وَفَتْحِهَا أَمَامَ الْعِبَادَةِ وَذَلِكَ بِفَضْلِ دُعَائِكُمْ وَدَعْمِكُمْ. وَبِإِذْنِ اللَّهِ فَإِنَّ الْأَذَانَ سَوْفَ يَرْتَفِعُ وَيَصْدَحُ مِنْ مَسَاجِدِنَا الَّتِي اِنْتَهَى بِنَاؤُهَا، وَسَوْفَ تَصْطَفُّ فِيهَا الْقُلُوبُ الْمُؤْمِنَةُ جَنْباً إِلَى جَنْبٍ، كَمَا سَتُعَانِقُ الْجِبَاهُ فِيهَا السُّجُودَ. وَإِنَّنِي أَدْعُوكُمْ أَيُّهَا الْجَمْعُ الْكَرِيمُ أَنْ تَنْضَمُّوا عَقِبَ صَلَاةِ الْجُمُعَةِ لِسِبَاقِ الْخَيْرِ هَذَا سَوَاءٌ بِالْقَلِيلِ أَوْ الْكَثِيرِ.
أَسْأَلُ الْحَقَّ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أَنْ يَتَقَبَّلَ فِي عَلْيَائِهِ مُسَاعَدَاتِنَا وَإِنْفَاقَنَا وَصَدَقَاتِنَا هَذِهِ. وَأَنْ يَجْعَلَ مِنْهَا وَسِيلَةً لِنَجَاتِنَا وَخَلَاصِنَا بِأَسْرَعِ وَقْتٍ مِنْ كُلِّ نَازِلَةٍ وَبَلَاءٍ وَمِنْ هَذَا الْوَبَاءِ الْمُعْدِي عَلَى وَجْهِ الْخُصُوصِ. وَأَسْأَلُ الْحَقَّ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أَنْ يَرْحَمَ مَنْ اِرْتَحَلُوا إِلَى دَارِ الْبَقَاءِ مِنْ إِخْوَتِنَا مِمَّنْ حَمَلُوا رَايَةَ إِعْمَارِ وَإِنْشَاءِ وَإِحْيَاءِ مَسَاجِدِنَا مُنْذُ الْمَاضِي إِلَى يَوْمِنَا هَذَا وَمِمَّنْ قَدَّمُوا الدَّعْمَ وَسَاهَمُوا وَسَاعَدُوا وَمِمَّنْ قَدَّمُوا الْخِدْمَةَ لِمَسَاجِدِنَا بِحُبِّهِمْ وَتَعَلُّقِهِمْ بِالْعِبَادَةِ. وَأَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يُنْعِمَ عَلَى مَنْ هُمْ عَلَى قَيْدِ الْحَيَاةِ بِالْعُمْرِ فِي صِحَّةٍ وَاِسْتِقْرَارٍ.